مقامات الحريري (صفحة 377)

تعْلَمونَ. ولا ظننْتُمْ أنّكُمْ تُعلَّمونَ. فأوْكوا عليْهِ الأوعِيَةَ. وروِّضوا بهِ الأنديَةَ. ثمّ أخذَ في تفسيرٍ صقلَ به الأذْهانَ. واستفْرَغ معهُ الأرْذانَ. حتى آضَتِ الأفْهامُ أنْوَرَ منَ الشّمسِ. والأكْمامُ كأنْ لمْ تغْنَ بالأمسِ. ولمّا همّ بالمَفرّ. سُئِلَ عنِ المَقَرّ. فتنفّسَ كم تتنفّسُ الثَّكولُ. وأنشأ يقولُ:

كلُّ شِعْبٍ ليَ شِعْبُ ... وبهِ رَبْعيَ رحْبُ

غيرَ أنّي بسَروجٍ ... مُستَهامُ القلْبِ صَبّ

هيَ أرضي البِكرُ والج ... وُّ الذي فيهِ المَهَبّ

والى روضَتِها الغنّا ... ء دونَ الرّوضِ أصْبو

ما حَلا لي بعْدَها حُلْ ... وٌ ولا اعْذَوْذَبَ عذْبُ

قال الراوي: فقلْتُ لأصحابي هذا أبو زيدٍ السَّروجيّ. الذي أدْنى مُلَحِهِ الأحاجيّ. وأخذْتُ أصِفُ لهُمْ حُسنَ توشيَتِهِ. وانقِيادَ الكَلامِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015