وأنشدَ قبلَ أنْ ألْحاهُ:
ظهَرْتُ برَتٍّ لكَيْما يُقالَ ... فقيرٌ يُزَجّي الزّمانَ المُزَجّى
وأظهرْتُ للنّاسِ أنْ قد فُلجتُ ... فكمْ نالَ قلْبي بهِ ما ترَجّى
ولوْلا الرّثاثَةُ لمْ يُرْثَ لي ... ولوْلا التّفالُجُ لمْ ألْقَ فُلْجا
ثمّ قال: إنّهُ لم يبْقَ لي بهذِه الأرضِ مرتَعٌ. ولا في أهلِها مطْمَعٌ. فإنْ كنتَ الرّفيقَ. فالطّريقَ الطّريقَ. فسِرْنا منها متجرِّدَينِ. ورافَقْتُهُ عامَينِ أجرَدَينِ. وكنتُ على أنْ أصحبَهُ ما عِشْتُ. فأبى الدّهْرُ المُشِتُّ.
أخبرَ الحارثُ بنُ همّامٍ قال: لمّا جُبْتُ البِيدَ. الى زَبيدَ. صحِبَني غُلامٌ قدْ كنتُ ربّيتُهُ الى أن بلغَ أشُدَّهُ. وثقّفْتُهُ حتى أكمَلَ