أجرأ سبع وأقله احتمالاً للضيم ومن هذا اشتقاق قولهم تنمر أي صار مثل النمر. وقوله (فالحق بالقارظين) الأصل في القارظ أنه الذي يجني القرظ وهو النبات المدبوغ به. والقارظان المشار إليها أحدهما من عنزة والآخر من النمرين قاسط وكانا خرجا يجنيان القرظ فلم يرجعا ولا عرف لهما خبر فضرب بهما المثل لكل غائب لا يرجي إيابه وإليهما أشار أبو ذؤيب في قوله وحتى يؤوب القارظان كلاهما وينشر في القتلى كليب لوائل. وقوله (حروري بسمومي) الحرور الريح الحارة ليلاً والسموم الريح الحارة نهاراً وقد يقال إحداهما مقام الأخرى مجازاً. وقال الحرور يكون ليلاً ونهاراً والسموم يختص بالنهار. وقوله (ليث العريسة) يعني مأوى السبع ويقال فيه عريس وعريسة بإثبات الهاء وحذفها كما يقال شاب وغابة وعرين وعرينة. فأما الغيل والخيس فلم يلحقوا بهما الهاء. وقوله (أفلت وله خصاص) هذا المثل يضرب لمن نجا من هلكة أشفى عليها بعد ما كاد يهوي فيها والحصاص العدو وقيل أنه الضراط. وقوله (ويل أهون من ويلين) هذا مثل يضرب تسلية لمن نابه بعض المكروه ومثله قول الراجز
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشر أهون من بعض
وقوله (أنا نئق وأنت مئق فكيف نتفق) هذا المثل يضرب للمتنافيين في الخلق فإن التئق هو الممتلئ غيظاً مأخوذ من قولهم أتأقت الإناء إذا ملأته. والمئق هو الباكي فكأن النئق ينزع إلى الشر لغيظه والمئق يضيق ذرعاً باحتماله ومثله قول بعضهم أنا كلف وأنت صلف. فكيف نأتلف. وقوله (لطيتي) يعني لقصدي ووجهتي ووقد يقال فيها طية بالتخفيف. وقوله (بعد اللتيا والتي) اللتيا تصغير التي وهو على غير قياس التصغير المطرد لأن القياس أن يضم أول الاسم إذا صغر وقد أقر هذا الاسم على الفتحة الأصلية عند تصغيرها إلا أن العرب عوضته عن ضم أوله بأن زادت ألفاً في آخره وأجرت أسماء الإشارة عند تصغيرها على حكمه فقالت في تصغير الذي والتي اللذيا واللتيا. وفي تصغير ذا وذاك ذياً وذياك. وقد اختلف في معنى قولهم نبعد اللتيا واللتي فقيل هما من أسماء الداهية وقيل المراد بهما بعد صغير المكروه وكبيره.
أخبرَ الحارثُ بنُ همّامٍ قال: استَبْضَعْتُ في بعضِ أسْفاريَ