فحينَ سفَرَ عن آدابِهِ. وكشَرَ عن أنيابِهِ. عرَفْتُ أنهُ أبو زيدٍ بحُسنِ مُلَحِهِ. وقُبْحِ قلَحِهِ. فتَعارَفْنا حينَئذٍ. وحفّتْ بي فرْحَتانِ ساعتَئذٍ. ولمْ أدْرِ بأيّهِما أنا أضْفى فرَحاً. وأوْفى مرَحاً: أبإسْفارِهِ. منْ دُجُنّةِ أسْفارِهِ؟ أم بخِصْبِ رِحالِهِ. بعدَ إمحالِهِ؟ وتاقَتْ نفسي الى أن أفُضّ ختْمَ سِرّهِ. وأبطُنَ داعِيَةَ يُسْرِهِ. فقلتُ له: منْ أينَ إيابُكَ. والى أينَ انسِيابُكَ. وبِمَ امتلأتْ عِيابُك؟ فقال: أمّا المَقْدَمُ فمِنْ طوسَ. وأما المَقصِدُ فإلى السّوسِ. وأما الجَدَةُ التي أصَبْتُها فمِنْ رِسالَةٍ اقتَضَبْتُها. فسألتُهُ أن يَفرُشَني دِخلتَهُ. ويسْرُدَ عليّ رِسالتَهُ. فقال: دونَ مَرامِكَ حرْبُ البَسوسِ. أو تَصحبَني الى