فعلِمْتُ أنهُ سِراجُ سَروجَ. وبدْرُ الأدبِ الذي يجْتابُ البُروجَ. وكان قُصارانا التّحرُّقَ لبُعدِهِ. والتّفرُّقَ منْ بعدِهِ.
أما صدر البيت الأخير من الأغنية الذي هو (فإن وصلاً الذُّ به فوصل) فإنه نظير قولهم المرء مجزيّ بعمله أن خيراً فخيرٌ وإن شراً فشرٌ وهذه المسئلة أودعها سيبويه كتابه وجوز في إعرابها أربعة أوجه أحدها وهو إجودها أن تنصب خبراً الأول وترفع الثاني وتنصب شراً الأول وترفع الثاني ويكون تقديره إن كان عمله خيراً فجزاؤه خير وإن كان عمله شراً فجزاؤه شر فتنصب الأول على أنه خبر كان وترفع الثاني على أنه خبر مبتدأ محذوف. وقد حذفت في هذا الوجه كان واسمها لدلالة حرف الشرط الذي هو أن على تقديرهما وحذفت أيضاً المبتدأ لدلالة الفاء التي هي جواب الشرط عليه لأنه كثيراً ما يقع بعدها. والوجه الثاني أن تنصبهما جميعاً ويكون تقدير الكلام إن كان عمله خيراً فهو يجزي خيراً وإن كان عمله شراً فهو يجزي شتراً فينتصب الأول على أنه خبر كان وينتصب الثاني انتصاب المفعول به. والوجه الثالث أن ترفعهما جميعاً ويكون تقدير الكلام إن كان في عمله خير فجزاؤه خير فيرتفع خبر الأول على أنه فاعل كان وتجعل كان المقدرة ههنا هي التامة التي تأتي بمعنى حدث ووقع فلا تحتاج إلى خبر كقوله تعالى وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة ويكون التقدير في المسئلة إن كان خير ف جزاؤه خير أي يإن حدث خير فجزاؤه خير. والوجه الرابع وهو أضعفها أن ترفع الأول على ما تقدم شرحه في الوجه الثالث وتنصب الثاني على ما بين ذكره في الوجه الثاني ويكون التقدير أن كان في عمله خير فهو يجزي خيراً وعلى