الأرض والسماء، وأبدر هلاله بعد أن دخل في المحاق، وثابت إليه روحه بعدما بلغت التراقي وقيل من راق، واستنقذ الله سبحانه بعبده وجنوده بيت المقدس من أيدي عبدة الصليب، أخذ كل من أنصار الله ورسوله من نصرة دينه بنصيب. وعلت كلمة الإسلام والسنة وأذن بها على رؤوس الأشهاد.1

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وكذلك السلطان "نور الدين محمود" الذي كان بالشام، عز أهل الإسلام في زمنه، وذل الكفر وأهل البدع ممن كان بالشام ومصر وغيرهما من الرافضة والجهمية ونحوهم) 2 (فعاش الناس في ذلك النور مدة، حتى استولت الظلمة على بلاد المشرق، وطفي نور النبوة والوحي، بسبب اشتغالهم بالمنطق والفلسفة، وتقديم العقول والآراء والسياسة والأذواق والرأي على الوحي، فظهرت فيهم الفلسفة والمنطق وتوابعها، سلط عليهم عساكر التتار، فجاسوا خلال الديار، وعاثوا في القرى والأمصار، فأبادوا أكثر الديار الشرقية، واستولوا عليها، وكاد الإسلام أن يذهب اسمه وينمحي رسمه. وكان مستشار التتار وقاضيهم وعالمهم ووزير هولاكو نصير الكفر والشرك والإلحاد وزير الملاحدة النصير الطوسي شيخ شيوخ المعارضين بين الوحي والعقل، ولا يعلم في عصره أحد عارض بين العقل والنقل معارضته، فهو الذي رام إبطال السمع بالكلية، وإقامة الدعوة الفلسفية، وهو الذي أشار على التتار بمذبحة بغداد فشفا لنفسه من أتباع الرسل وأهل دينه، فعرضهم على السيف حتى شفا إخوانه من الملاحدة، واشتفى هو، فقتل الخليفة والقضاة والفقهاء والمحدثين، فاستعرض علماء الإسلام وأهل القرآن والسنة على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015