الله أكبر ... كم هتف بها المسلمون في معاركهم، فارتجّت منها الأرض، وتزعزعت منها الحصون، وانتزعوا بها النصر من فم العدو، وأزاحوا بها التيجان عن رؤوس الجبارين.
الله أكبر ... كم نادوا بها أمام كل قلعة، وفوق كل رابية، وفي قمة كل جبل، وفي قرارة كل واد، من مسيرتهم المباركة من مدينة محمد صلى الله عليه وسلم إلى الشام ومصر وإفريقية والأندلس، حتى بلغوا قلب فرنسا من هنا ... ومسيرتهم المباركة إلى العراق وفارس والأفغان وتركستان والهند، حتى بلغوا أقصى المشرق من هناك.
الله أكبر ... كم أعلنها المسلمون في مساجدهم أيام أعيادهم، فرددتها معهم جدران المساجد ومآذنها، والأرض من حولها، وكررتها الدنيا معها.
هذا هو ديننا، دين معلن، لا خفايا ولا أسرار، ولا حجب ولا أستار. عقائدنا نعلنها خمس مرات كل يوم على المآذن: «الله أكبر». لا نستكبر أحداً إن كنا مع الله، ولا نخاف أحداً، ولا نخشى في الكون شيئاً؛ لأن الله أكبر من كل شيء.
«أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله»: هذا هو الدستور الأساسي للمسلمين.
«حيّ على الصلاة»: أي على العبادة والطاعة والعمل لما بعد الموت.
«حيّ على الفلاح»: أي على كل ما فيه نجاحنا في الدنيا وفي الآخرة.
«الله أكبر»: هذا هو شعارنا يسري في هدأة الليل ونحن نيام؛ لنترك النوم، ونذهب إلى الصلاة التي هي خير من النوم. وفي وضح النهار ونحن نعمل لنترك العمل ونذهب إلى الصلاة.