نشرت سنة 1932
كان على درجة من الاطلاع والعلم لا بأس بها. لولا أنه كثير الفخر بهذا العلم، فلا يدع مجلساً يُذكر فيه العلماء والمثقفون إلا وتحدث فيه عن نفسه؛ بأنه درس كثيراً من العلوم في الصف السادس الابتدائي، منذ عشر سنوات. وعلى الرغم من أن هذه العلوم الجليلة قد تبخرت من رأسه فقد بقي مجيداً للقراءة والكتابة، يقرأ المقالة ذات العمودين ولا يخطئ إلا عشرين خطيئة، لا في النحو والصرف؛ فهذا مُغتفر له، بل في التهجية، ولا مؤاخذة! أما أخلاقه فلم يكن فيها من عيب إلا أنها على غاية من ... وأنها نموذج كامل للـ ...
...
مرّت سنوات لم أره فيها، ولم أفكر فيه أبداً؛ بم لأن صلتي به لم تكن تتعدى حد السلام، ولأنه خالٍ من كل ميزة علمية أو أخلاقية أذكره بها، وليس فيه إلا جماله وأنه غض غريض جذاب، ولكن هذه ميزة تعني غيري!
رأيته منذ أيام، بعد غيبة عني هذه السنين، فسلمت عليه كعادتي فلم