والأعمال من بلغوا في المروءات والمكرمات الذروة العليا، فهل أدّيْنا لهم من التقدير والثناء بعض ما يجب لهم.
لماذا لا نسارع إلى تكريم الأحياء؟ هل ننتظر أن يموتوا حتى نندبهم؟
إننا ننسى الأموات كما ننسى الأحياء. لقد مات أستاذ الجيل وصاحب الفضل على كل من خط في هذا البلد بقلم ومنشئ المجمع العلمي، محمد كرد علي، فما أقيمت له حفلة تأبين.
ومات بالأمس شيخ المربين وأستاذ الأساتذة، مصطفى تمر، فما مشى في جنازته مئة إنسان.
ومات قبله الإمام العلامة المعمَّر، من كان مفتي الشام قبل خمسة مفتين، وكان رئيس أكبر محكمة في البلاد، وكان وزيراً وكان نائباً عن دمشق في إسطنبول قبل ستين سنة، سليمان الجوخدار. ومات شيخ الوطنيين وقائد المجاهدين ورئيس جمعية العلماء، الشيخ كامل القصاب، فما ذكرهما ذاكر.
ولو شئت لعددت عشرين من الأعلام، منهم أستاذنا وأستاذ كل مشتغل بالعربية وكل مدرّس لها، الشيخ عبد القادر المبارك، فما كان لهم منّا إلا التقصير والإهمال ... ولكن ضاق المجال، وطال المقال، وما عند الله خير وأولى، فيا رب أرحمهم وتول أنت مثواهم.
***