طاقة أفكار (2) العامي الفصيح

طاقة أفكار (2)

العامي الفصيح

نشرت سنة 1961

ولا تزال تدور على ألسنة العامة آلاف من الكلمات الفصيحة، وأنا مولع باستعمالها والتنبيه عليها على أنها «من العامي الفصيح»، وقد أشرت في حواشي كتبي إلى أكثر من مئتي كلمة منها. وعامية الشام أغنى اللهجات العامية بالفصيح.

وكان الأستاذ أحمد تيمور باشا قد تتبع الفصيح في عامية مصر، وألف فيه معجماً طبع منه أجزاء، وكان في مكتبتي اثنان منها فُقدا من أكثر من عشرين سنة. وقد قرأت أن ابنه، الأستاذ محمود تيمور، ألف في هذا الموضوع، ولست أدري هل جاء بشيء جديد، أم نشر ما كان وضعه أبوه؟

وكنت في زيارة أستاذنا الدكتور الشيخ أبي اليسر عابدين، المفتي العام، فأراني رسالة له مخطوطة أسماها «الرداف اللغوية للألفاظ العامية» فيها فوائد جليلة، أنقل منها -على سبيل المثال- قوله:

«نتفة نتفة»؛ أي قليلاً قليلاً، وأصلها نطفة. وذكر النووي في شرح مسلم: «أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: هل من وضوء؟ فجاء رجل بإداوة فيها نطفة فأفرغها في قدح فتوضأنا كلنا ندغفقه دغفقة؛ أي نصبّه صبّاً شديداً» والنُّطفة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015