وجاءت السنة فنقلتها إلى ما هي عليه " صلوا كما رأيتموني أصلي "
وكلمة (شريعة) أصلها في اللغة من " شِرْعة بكسر الشين - يعني مجرى الماء الدائم، وهي ما زالت في بعض البلاد بهذا المعنى، وفي مصر نقلوها إلى " ترعة " بدل شرعة.
فهم يريدون عود الألفاظ إلى معانيها قبل الإسلام حتى يتخلّصوا من الشريعة ومن حكمها.
فلا بد من العلم باللغة العربية، والعلم برحلة المعاني التي أحدثها الاسلام في المعاني، وبعد هذا لك أن تأخذ أحد الاحتمالين في دلالة اللغة إذا كانت اللغة تحتمل هذا الاختبار.
من تجربتي المتواضعة:
وصلت في التفسير الصوتي للقرآن إلى قولة تعالى " أفمن يتّقى بوجهه سوء العذاب يوم القيامة " الزمر 24 فقلت: المعنى أن يتقى الإنسان بوجاهته سوء العذاب فيجعل من وجاهته بين الناس سبيلاً لقضاء حاجات الناس، وقضاء حاجات الناس عبادة. وقد خرج أحد السلف من الاعتكاف من أجل هذه العبادة. وهم يقولون: من فَضْل الله عليك حاجة الناس إليك.
قلت هذا أو عزمت على قوله. ثم قرأت تفسيراً للآية الكريمة يختلف عن هذا المعنى.
قرأت أن الكافر يواجه النار بوجهه لأنّ يديه خلف ظهره مما بها من أغلال.
وفي زيارة لأخي الدكتور كمال عبدالعزيز قال لي ما تراجعت عنه فهم جديد للآية الكريمة فمن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته. هذا فهم جيد. والفهم والتفسير كلاهما مقبول.
إن قول الله تعالى: " ويل للمطففين. الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون. وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون " أول سورة المطففين.
شائع عند الناس تفسيرها بالكيل والميزان. وهو فهم صحيح. ولكن هذا الصنف من الناس في غير الأسواق أكثر عدداً وخطراً إنّه المطفف اجتماعياً.