أسلوب القرآن بيّن " وكذلك أنزلناه آيات بيّنات " الحج 16 " بل هو آيات بيّنات في صدور الذين أوتوا العلم " العنكبوت 49 ومع بيانه يحتاج إلى فهم وإلى تفسير. لأنّ اللغة العربية فيها الصريح وفيها الكناية. وفيها المجاز وفيها الحقيقة، وفيها الخاص وفيها العام، وفيها المطلق وفيها المقيّد، وفيها المنطوق وفيها المفهوم، كما يقول الدكتور يوسف القرضاوي في كيف نتعامل مع القرآن 199 وقد ألّف بعضهم كتباً في الجانب التفسير الإشاري للقرآن الكريم وهو يختلف عن التأويل الباطني لأنّ التفسير الإشاري يؤمن بالمعاني الظاهرة للقرآن الكريم. أمّا التأويل الباطني فينكر المعنى الظاهر وقد يحدث جهل بالمعاني اللغوية أو خطأ في اختيار أحد المترادفات أو المتقابلات التي ذكرتها أسوق بعضها.
قال لي أستاذ بالاقتصاد المعاصر: إن أوراق (البنكنوت) مستعملة منذ عهد أهل الكهف. والدليل على ذلك قول أهل الكهف " فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فليأتكم برزق منه " الكهف 19.
عرفت أنه لا يُفرّق بين ورق - بكسر الراء، وورق - بفتح الراء - فقلت له: إن ورق - بكسر الراء معناها الفضة. وورق بالفتح معروفة المعنى.
وأديب كبير من أدباء اللغة قال: " إنمّا يخشى الله من عباده العلماء " أخطأ إعرابها فقال إن الله يخشى من العلماء. والحق أن العلماء " فاعل " وهم الذين يحشون الله - سبحانه.
وفي عهد عمر بن الخطاب شرب أحد الولاة الخمر، فلما رُفع أمره إلى أمير المؤمنين قال له
حتى لو شربت الخمر ما كان لك أن تؤاخذني إن الله يقول " ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جُناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات " المائدة 92.
فقال له عمر: لو اتقيت الله لم تشرب خمرا.
فقال ابن عباس: الآية نزلت في بعض الصحابة ماتوا والخمر في بطونهم قبل تحريمها فخاف إخوانهم عليهم فطمأنهم الله.