وفي التحذير من النار (ربّنا اصرف عنّا عذاب جهنم إنّ عذابها كان غراما) أي ملازما كما يلازم الغريم غريمه
وفي كل مجتمع وفكر من يبالغ فيتجاوز الإعتدال فمن المسلمين من يبالغ في رفض إعطاء القائم بالعمل الصالح أجرا على عمله، كالإمامة، وتحفيظ القرآن وأمثالها في موضوعنا كقبول الهدية من الذي أقرضته قرضا حسنا لم يشترطها في العقد.
وفي مقابل هؤلاء من يبالغ في تعريف الإخلاص حتى يحكم على من عمل صالحا من أجل الجنة أو الخوف من النار بأنه ليس مخلصا، وليس هذا مجال أنهم يريدون رؤية الله، ومعلوم أن الجنة مجال لرؤيته سبحانه فسوف يكشف الله الحجاب فينظرون إليه فما أعطاهم شيئا أحبّ إليهم من النظر إليه "رواه مسلم"
ولا عذّب أهل النار بشئ كحرمانهم من رؤيته (كلا إنهم عن ربّهم يومئذ لمحجوبون) [المطففين 15]
ورضي الله عن الوسيطة في كل شئ وجعلها صفة هذه الأمة.
المقدمة الرابعة:
من كلام علماء الفقه الإسلامي عبارة انتشرت بين الناس هي قولهم: كلّ قرض جرّ نفعا فهو ربا.
والأصل في اللغة العربية أنها لغة الإيجاز بالحذف إذا فهم المعنى من الكلام المذكور.
أولا: قال تعالى "فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدّة من أيام أخر" [البقرة] أي فأفطر فعدّة من أيم أخر.
أمّا إذا كان مريضا أو على سفر ولم يفطر فليس عليه قضاء ولا كفارة.
ثانيا: وقوله تعالى في الحاج إذا كان به أذى من رأسه من (قمّل) فحلق فعليه ((فدية))، (فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أصلها (فحلق) ففدية من صيام. أمّا إذا لم يحلق فلا فدية عليه.
ونجد هذا في قوله تعالى " كان النس أمّة واحدة فبعث الله النبيّين"أصلها (فاختلفوا) فبعث الله النبيّين.
وعرفنا كلمة "فاختلفوا" من آخر الآية.
من قوله تعالى "ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه" [البقرة 13]
فاللغة العربية لغة الحذف من باب الإيجاز وهو كثير في القرآن.