عقيدتنا أن الله خالق كلِّ شيء، من أجل ذلك فنحن نخصّه بالعبادة، وإياك نستعين.
لأنه وحده إن أراد تحقق ما يريد {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82)}.
حتى قوله {كُنْ فَيَكُونُ} تقريب للمسألة لعقولنا لأن الشيء قبل أن يوجد لا يخاطب. فلا خطاب للمعدوم. وبعد أن يوجد لا يقال له (كن فيكون) أنه يكون بمجرد أن تتعلق إرادة الله بوجوده.
ومع هذا فالزمن جزء من الخلق كيف هذا؟
نحن لا بد أن نؤمن بقدرة الله التي تقول للشيء {كُنْ فَيَكُونُ}. ولا بد أن نؤمن بسُنة الله في الخلق وهي أن الزمن جزء من الخلق.
إن الله خلق الدنيا في ستة أيام من أيام الله. وهذه سنته.
الزمن جزء من الخلق - أو هذا قانون سنة الله {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}.
ولولا أن نظام الكون قائم على قدرة الله، وسنة الله لحملت الأنثى مرتين في الليلة الواحدة وبهذا ينتهي منهج التربية، أو يصبح أمرًا مستحيلا.
إن الشيخ الذي شاب يزرع الشجر، لنا ثمره، وله أجر ما يزرع عند الله -
ولكن قِصَر العمر، وكثرة الأعمال يجعلنا نطلب من الله أن يُعمل قانون القدرة، ويوقف قانون الزمن.
واللَّه على كل شيء قدير، وقد أعمل الزمن وأوقف الزمن وهو مائة عام في الطعام فـ لَمْ يَتَسَنَّهْ - لم تؤثر فيه السنون.
ولكن هذا لمجرد إثبات طلاقة القدرة. نراه أعمل الزمن في الحمار وأوقفه في الطعام
أمَّا قانون الحياة في حتمية الزمن في كلّ خلق يريد الله أن يتمه.
إن شعور الإنسان بكثرة الحاجات وقصر الأعمار يجعله يأمل تحقيق المراد.
القدرة بدون قانون "سنة الله " {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}.
لولا قانون (سنة الله) لحملت المرأة مرتين في ليلة واحدة. فكيف تتمُّ الرعاية للمولود؟
إن أصحاب العزائم الكبيرة يؤمنون بزراعة النخيل، سُئل أحدهم وقد تجاوز عمر الشباب لم تزرع هذا النخيل؟ فقال: لكم ثمرها، ولي أجرها عند الله، ولكن سنة الله لا تتخلف.
إن انتهاء الزمن يعني انتهاء العمر.
***