الثانية: أن يعصي داعي الهوى ولا يوافقه (?)، وعصيان داعي الهوى يكون بالصبر عن مواقعة المعاصي والذنوب، يقول ابن القيم: "الصبر ثبات باعث العقل والدّين في مقابلة باعث الهوى والشهوة" (?).
ويقول: النفس تدعونا إلى الزنى والغضب وإفشاء السر والهروب من القتال، وتدعو إلى الانتقام والبخل والعجز والكسل، والإمساك عن هذه الدواعي يسمى صبرًا (?). والصبر للنفس بمنزلة الخطام والزمام للمطيّة، فإذا لم يكن لها زمام شرقت وغربت في كلّ مذهب، قال الحجاج (?) في بعض خطبه: "اقدعوا هذه النفوس، فإنها طلعة إلى كل سوء، فرحم الله امرأ جعل لنفسه خطاما وزماما، فقادها بخطامها وزمامها إلى طاعة الله، وصرفها بزمامها عن معاصي الله، فإن الصبر عن محارم الله أيسر من الصبر على عذابه ... " (?).
الثالثة: بعد وقوع العبد في الخطأ وموافقة الهوى، فإن الذي يحاسب نفسه يستعرض عمله دائمًا، فإذا وجد أنَّه حاد عن السبيل عاد على نفسه باللوم، وتاب