هيئة راسخة (?)، تقتضي تلك الأفعال وتتقاضاها، بحيث يصير ذلك له بالعادة كالطبع، فيخفف عليه ما يستثقله من الخير" (?).
فإذا شغل العبد قلبه بإرادة طاعة الله والتوجه إليه، وجوارحه بالأعمال الخيِّرة قويت تلك الإِرادة، وجاءت العزيمة الصادقة.
المتتبع لآيات الكتاب والباحث في أحاديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم- يعلم علما جازما أن في أعماقنا وازعا يدفعنا إلى الخير، ويزجرنا عن الشر، قد يطمس هذا الوازع فلا يظهر إلاّ في آماد متباعدة، وقد يلحّ على صاحبه ويقلقه، ولكنّه عند المؤمن واضح بيّن، ذلك أنّ الله ألقى عليه من نوره، فكشف عنه عمى قلبه: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (?).
وليس صحيحا ما قرره زكي مبارك من أن الضمير (?) لا وجود له في ذاته .. ، وإنَّما ينشأ من الشرائع الوضعية أو السماوية ... (?)، ليس صحيحا ذلك، لأن النفس الإنسانية تلقت في تكوينها الأولى الإِحساس بالخير والشر: {وَنَفْسٍ وَمَا