والذين قالوا بلزوم النية لمثل الطواف، والوقوف بعرفة نظروا إلى أن كلَّ عمل من هذه الأعمال منفصل عن غيره، فالأمر مختلف عن الصلاة.
أما النية الأولى في بدء الحج والعمرة فالجميع متفقون على وجوبها فيهما.
الاعتكاف في الشرع عبارة عن اللبث في المسجد بنيّة العبادة وبناء على ذلك لا يصح إلا بنيّة، لأنّه عبادة محضة.
ولا خلاف بين العلماء في ذلك، وممن نص على وجوب النية في الاعتكاف النوويّ من الشافعية، والكاساني وابن نجيم من الأحناف، وابن هبيرة وصاحب التوضيح من الحنابلة (?).
يقول العز بن عبد السلام: "هي عبادات وقربات لا تصح إلا بالنيات" (?)، ويقول ابن نجيم: "وأما الكفارات فالنيّة شرط لصحتها عتقا أو صياما أو إطعاما" (?)، وممن نص على وجوب النية في صوم الكفارة الشافعي رحمه الله تعالى (?).
يذهب الفقهاء وشراح الحديث إلى أن الإيمان بالله، وتعظيمه، والخوف منه، والرجاء لثوابه، والتوكل عليه، والمحبة له .... ونحو ذلك من العبادات التي هي