الدراية في جعل النية مستحبّة غير سنّة، أما الرواية فنصوص المشايخ متضافرة على السنيَّة" (?).

أدلة القائلين بعدم الوجوب

استدل القائلون بعدم الوجوب بأدلة كثيرة، منها:

1 - أن الماء مطهر بطبعه:

قالوا: "الماء مخلوق على صفات وطبيعة لا تحتاج في حصول أثرها إلى النية. فالماء خلق طهورا، ومرويا، ومبردا وسائلا، كلّ ذلك بطبعه ووصفه الذي جعله الله عليه، فكما أنّه لا يحتاج إلى النيّة في حصول الري والتبريد به، فكذلك في حصول التطهر به.

ومما يزيد الأمر وضوحا قوله -صلى الله عليه وسلم-: "خلق الماء طهورا" (?)، فهو صريح في أنه مخلوق على هذه الصفة، و "طهورا"، منصوب على الحال، أي خلق على هذه الحالة من كونه طهورا، وهي حال لازمة، فهي كقولهم: "خلق الله الزرافة يديها أطول من رجليها"، فهذه الصفة وهي الطهورية مخلوقة معه نويت أم لم تنو" (?).

واستدلالهم بالحديث قريب من استدلالهم بالآية: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طهورًا} (?).

2 - أن المعتبر في الوضوء لا يتوقف على النَّية:

وقالوا: المعتبر في الوضوء إما جريان الماء على الأعضاء، وهذا حاصل نوى أو لم ينو.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015