يستعمل العلماء القصد والنيَّة بمعنى واحد.
وفي هذا المبحث سنلقي ضوءًا على المعنى اللغوي والاصطلاحي لهاتين الكلمتين.
أصل "ق ص د" ومواقعها في لغة العرب: "الاعتزام والتوجه والنهود والنهوض نحو الشيء على اعتدال كان ذلك أو جور.
والقصد استقامة الطريق، والقصد الاعتماد والأمّ" (?).
فالقصد على ذلك نوع من الإرادة تبلغ في قوتها درجة الاعتزام، والإرادة لا تكون عزمًا ما لم تكن جازمة، والمتأمل في كلام العلماء يلحظ أنَّهم يذهبون إلى أنَّ القصد أعلى درجة من العزم، فالعزم عندهم قد يكون على فعل في المستقبل، وهذا العزم قد يضعف أو يحول، أما القصد عندهم فلا يكون إلا إذا كانت الإرادة جازمة مقارنة للفعل أو قريبة من المقارنة، ولذا فإنَّ العلماء يقولون: لا فرق بين النيّة والقصد، وكثير من العلماء يرى أنَّ النية لا بدّ أن تقارن المنوي (?).