وَلَو تمكن من ذَلِك جَمِيعه لما فعل شَيْئا وَقد يسمع بِعبَادة لم يَفْعَلهَا وَطَاعَة لم يأتها فَيكون جَامعا بَين ذنبين أَحدهمَا التسميع
وَالثَّانِي الْكَذِب
ويليه الرِّيَاء بِمَا تَأَكد فِي الشَّرْع كَصَلَاة جمَاعَة وقرى الضَّيْف وعيادة المرضى وتشييع الْجَنَائِز يَأْتِي ذَلِك لأجل النَّاس كي لَا يذم بترك مَا سنه الله تَعَالَى وأكده وَإِرَادَة حمدهم وَلَو أمكنه أَن يتْرك ذَلِك كُله لتَركه
وَقد يرائي أحدهم بالورع وَإِظْهَار النّسك فيطيل الصمت وَيتْرك الاغتياب وَينْهى عَنهُ وَيُؤَدِّي الْأَمَانَة ويجتنب الْخِيَانَة وَإِذا ظَهرت مِنْهُ زلَّة أظهر التوجع والتندم والحزن والكآبة ويستحل مِمَّن ظلمه وَالله تَعَالَى يعلم أَنه لَو تمكن من ترك ذَلِك كُله أَو من ترك بعضه لتَركه غير مبال بِتَرْكِهِ
ويليه الَّذِي يكمل الْفَرَائِض بسننها كإطالة الرُّكُوع وَالسُّجُود والاعتدال وَالْقعُود يَفْعَله إِذا رَآهُ النَّاس ويتركه إِذا لم يروه وَكَذَلِكَ يُؤَدِّي الزَّكَاة من أَجود أَمْوَاله وَلَوْلَا النَّاس لاقتصر على الْقدر المجزئ
وَكَذَلِكَ يصمت فِي الصَّوْم عَن الْغَيْبَة وَالْكذب ويمسك عَن النّظر إِلَى مَا لَا يحل وَلَوْلَا الرِّيَاء لما فعل شَيْئا من ذَلِك
ويليه الْمُبَادرَة إِلَى التَّكْبِيرَة الأولى وَرفع الْيَدَيْنِ وَأخذ شِمَاله بِيَمِينِهِ وتسكين أَعْضَائِهِ لَا يفعل ذَلِك إِلَّا رِيَاء وَلَو خلا بِصَلَاتِهِ لم يفعل شَيْئا من ذَلِك