وَمن هَؤُلَاءِ من يُؤثر مدح أهل الدُّنْيَا وَالدّين فيطلب بريائه ليمدحه الْفَرِيقَانِ وَينْفق عَلَيْهِم ليصل إِلَى أغراضه مِنْهُم فيلبس الثِّيَاب الخشان لينفق عِنْد أهل الدُّنْيَا وَيقصر أكمامها ويشمر ذيولها لينفق على أهل الدّين وَكَذَلِكَ يلبس النِّعَال الْخصاف محذوة على نعال أهل الدّين
وَمِنْه من يُبَالغ فِي جودة الثِّيَاب وَغَيرهَا من اللبَاس وَيجْعَل هيأتها على هَيْئَة لِبَاس أهل الدّين ليحمده الْفَرِيقَانِ وَينْفق عِنْدهمَا ويتقرب من السلاطين زعما مِنْهُ أَنه إِنَّمَا يتَقرَّب إِلَيْهِمَا لقَضَاء حوائج الْمُسلمين
وَمِنْهُم من يتصنع بِالطَّاعَةِ لينفق على أهل السّنة وَأهل الْبِدْعَة
وَمن هَؤُلَاءِ من لَو أعطي مَا أعطي من الْأَمْوَال الخطيرة لما خرج عَن زيه الَّذِي عرف بِهِ لِئَلَّا يُقَال خرج عَن اقتدائه بِنَبِيِّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وفتر عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ من تقشفه وخوفا من الكساد عِنْد من تحبب إِلَيْهِم ونفق عِنْدهم
ويرائي أهل الدُّنْيَا بالثياب النفيسة والطيالسة الرفيعة والجباب المصبغة وَغير ذَلِك من زيهم الْمَعْرُوف عِنْدهم فَيخْرجُونَ عَن زِيّ أهل الدّين فِي ذَلِك كُله
وَأما الرِّيَاء بالأقوال فيرائي أهل الدّين بالنطق بالحكم وَإِقَامَة الْحجَج عِنْد إِقَامَة المناظرة وبالحفظ للْحَدِيث وأقوال الْمُخْتَلِفين وَذكر الله تَعَالَى بالألسن وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وتضعيف الصَّوْت عِنْد