النَّصْر إِلَى الْكَثْرَة ونسوا نسبته إِلَى الله تَعَالَى {علوا كَبِيرا} فخذلوا فهزموا مَعَ أَنهم خير خلق الله
وَقد يُؤَدِّي الْعجب إِلَى الإدلال على الله تَعَالَى
والإدلال أَن يرى العَبْد أَن لَهُ عِنْد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قدرا عَظِيما قد اسْتَحَقَّه وَاسْتحق الثَّوَاب عَلَيْهِ مَعَ الْأَمْن من عِقَاب الله تَعَالَى وَلَيْسَ رَجَاء الْمَغْفِرَة مَعَ الْخَوْف إدلالا
واللإدلال عَلَامَات
مِنْهَا أَن يُنَاجِي ربه بإدلاله بِعَمَلِهِ
وَمِنْهَا أَن يستنكر أَن ينزل بِهِ بلَاء
وَمِنْهَا أَن يستنكر أَن ينصر عَلَيْهِ غَيره أَو ترد دَعوته مَعَ كَونه عَامل بِالْعَمَلِ الَّذِي استعظمه حَتَّى حمله الْعجب والإدلال فَمَا أَجْهَل المدل على الله تَعَالَى بِعَمَلِهِ كَيفَ يدل على ربه بإنعامه عَلَيْهِ وإحسانه إِلَيْهِ وَالشُّكْر على النعم من جملَة النعم وَالله تَعَالَى يَقُول {وَلَوْلَا فضل الله عَلَيْكُم وَرَحمته مَا زكا مِنْكُم من أحد أبدا} وَقد قَالَ سيد الْأَوَّلين والآخرين صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مَا مِنْكُم من أحد ينجيه عمله) قَالُوا وَلَا أَنْت يَا رَسُول الله قَالَ (وَلَا أَنا إِلَّا أَن يتغمدني الله مِنْهُ برحمة وَفضل)