امرأة منّا قالت:
رأيت الأشعث بن قيس دخل على علي- عليه السلام- فأغلظ له علي، فعرض له الأشعث بأن يفتك به. فقال له علي عليه السلام: أبا لموت تهددني، فو الله ما أبالي وقعت على الموت، أو وقع الموت عليّ.
حدّثني أبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمل الصيرفي بهذين الحديثين، عن فضل المصري عن إسماعيل [ابن بنت السدي] .
رجع الحديث إلى مقتل أمير المؤمنين.
قال أبو مخنف: فحدّثني أبي عن عبد الله بن محمد الأزدي، قال «1» :
إني لأصلي تلك الليلة في المسجد الأعظم مع رجال من أهل المصر كانوا يصلون في ذلك الشهر من أول الليل إلى آخره إذ نظرت إلى رجال يصلون قريبا من السدة قياما وقعودا، وركوعا وسجودا، ما يسأمون، إذ خرج على صلاة الفجر، فأقبل ينادي: الصلاة الصلاة، فما أدري أنادى أم رأيت بريق السيف؟ وسمعت قائلا يقول: الحكم لله يا علي لا لك ولا لأصحابك، ثم رأيت بريق سيف آخر ثانيا وسمعت عليا يقول: لا يفوتنكم الرجل.
وقال إسماعيل بن راشد في حديثه، ووافقه في معناه حديث أبي عبد الرحمن السلمي أن شبيب بن بجرة ضربه فأخطأه «2» ووقعت ضربته في الطاق، وضربه ابن ملجم- لعنه الله- فأثبت الضربة في وسط رأسه.
وقال عبد الله بن محمد الأزدي في حديثه: وشد الناس عليه من كل ناحية حتى أخذوه.
قال أبو مخنف: فذكرت همدان أن رجلا منهم يكنى أبا أدماء من مرهبة أخذه، وقال يزيد بن أبي زياد: أخذه المغيرة بن الحرث بن عبد المطلب طرح عليه قطيفة ثم صرعه. وأخذ السيف من يده وجاء به.