آخره الموت، فكم عسى أن أعيش!؟ قدّر أني أكلت جرابا من دقيق وزبديتين من مرقة فلا بد من الموت وهل لأحد منه فوت، ثم تنشد هذين البيتين.

وهبك ملك الأرض طرّا ... ودان لك العباد وكان ماذا

أليس غدا تصير إلى ضريح ... ويحوى المال هذا ثم هذا

والدليل عليه ما حدثني السيد الامام جلال الدين أبو القاسم على بن يعلى رحمه الله باسناده عن سالم بن أبي الجعد عن سبرة بن أبي فاكهة، ان النبي صلّى الله عليه وسلم يقول: ان الشيطان قعد لابن آدم في طريقه فقعد له بطريق الاسلام فقال: تسلم وتذر دينك ودين آبائك فعصاه وأسلم، ثم قعد له بطريق الهجرة فقال: تهاجر وتذر أرضك وسماءك وإنما مثل المهاجر كالفرس يعني في طوله فعصاه فهاجر، ثم قعد له بطريق المجاهدة والجهاد فقال: اجهد النفس والمال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال فعصاه فجاهد فمن فعل ذلك منهم ومات كان حقا على الله أن يدخله الجنة، فهذا دليل أن من أطاعه وترك الجهاد وآثر الدنيا على الآخرة فما له في الآخرة من نصيب، فاعتبروا يا أولي الابصار. تم الكتاب والحمد لله رب العالمين وصلّى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015