واحدا من قومه فينادي بأعلى صوته يا أيها القوم النجاة النجاة خذوا حذركم فإن صاحبكم قد قتل، أو قبض حتى يخاف العسكر ويأمر واحدا من قومه حتى يقول لا تقتلني لله وفي الله وآخر يقول اعف عني وآخر يقول زنهار، وآخر يقول أوح وآخر يقول أمان حتى إذا سمع عسكر العدو تعاقب الأصوات والنفير ينهزمون فالحرب خدعة، ومن كمال الرجل أن يقصد العدو قبل أن يقصده العدو فيتغدى بالعدو قبل أن يتعشى هو به، والعاقل يشرب الدواء في الصحة لدفع السقم، ويعد السلاح قبل العدو وقبل الرمي فيملأ الكنائن.

(الباب الثامن في مراتب الجند يوم الحرب)

من شهامة الملك أن لا يقدم الشباب في وجه العدو يوم الحرب ولا الشيوخ ولا الأغنياء ذوي الأملاك فإن حب الحياة والجاه والمال يمنعهم عن الحرب بل يقدم أصحاب الحمية وأهل الحسب والشجعان فإنهم يأنفون أن يظهر عليهم العدو فيبذلون المهج في مكافحته، وإذا التقى الجمعان يعرض على العدو الصلح والأمان حتى يذهب عنه نخوة البغي والكبر وإن ظفرت عليه فاشكر الله تعالى بالصدقات والخيرات، وإن تشاغب الجند فتدارك ذلك قبل أن يتسع الخرق على الراقع فإن خطره عظيم، وإياك من الغرة في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015