هلك من حيث لا يشعر وإن كان له حسنات وكان له خصوم وتؤخذ منه، ومن لم يكن له حسنة فيطرح عليه أثقال الخصوم وذنوب القوم فيا معشر الوزراء الإعتبار الإعتبار.

ويا أعلام الرياسة الإعتذار الإعتذار وعن سر هذا ألقى عمر درته، وقال لا أريد الخلافة من يأخذها بما فيها، وعن هذا قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم ما من وال إلا ويود يوم القيامة أن لو أعطى قوتا من الدنيا، فمتى ظلم النواب والعمال في الولاية وعلم به الوزير فلم يمنعهم فهو معاقب يوم القيامة ومسؤول عنه فيا عجبا لمن يدعي الفهم وهو أعمى يحرق نفسه لأجل الغير ويسوّد صحيفته لأجل غيره ويبيع آخرته بدنياه إن كان في هذا عقل فما في عالم الله تعالى جهل فإذا قطع الطريق في حدود ولايته فهو مسؤول عنه، فإن قال كنت عاجزا فيقال هلا سلمتها إلى قوي قادر الآن وقد عصيت قبل، وإن رتع النائب فيما لا يحل فهو مسؤول وإن ضاع الفقراء في ولايته فهو معاقب بذلك إذ يجب عليه أن يوصل إليهم حقوقهم، وإن خرب مسجد أو انشرم رباط فيجب عليه أن يعمره، وإن ظلم عبيده وخدمه أو تركوا الصلاة فيجب عليه أن يأمرهم بالصلاة وترك الظلم فإنهم محبوسون تحت يده، وإن تغافل وأبى فقد باء بغضب من الله تعالى ولا يحزنك دم هراقه أهله، وإن تعطل في ولايته حد من حدود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015