ولوا فما عدلوا أيام دولتهم ... حتى إذا عزلوا ذلوا فما رحموا

فليكن الوزير والملك عالي الهمة فإن خساسة الهمة من دأب السوقة، ولا يتكل على القلاع والمال فإنه مسلوب منها عن قريب، فليطلب شيئا لا يسلب عنه لدى الموت وهو العمل الصالح ويحفظ الدين حتى يفلح وليكن جوادا مفضالا ليكون مشهورا وليجعل دنياه فداء لآخرته ولا يجعل آخرته فداء لدنياه، وليعتبر بالملوك السالفة والوزراء المتقدمة كأنهم لاندراس الدهر ما خلقوا.

تفانوا جميعا فلا مخبر ... وماتوا جميعا ومات الخبر

تروح وتغدو بنات الثرى ... فتمحي محاسن تلك الصور

فيا سائلي عن أناس مضوا ... أمالك فيما ترى معتبر

ولنذكر وصاية بهلول لهارون الرشيد هب أن مملكة الدنيا تساق اليك أليس آخر ذلك كله موت فآخر ما ترى القبر واللحد والثرى، وإياك والظلم فإن الملك إذا اشتهر بالظلم بغضته الرعية وإذا بغضته الرعية خالفته والمخالفة سبب المحاربة، فالفتنة نجوى ثم شكوى ثم بلوى والملك إذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015