بالعقوبة بل يتثبتا ويتوقفا. قال الله تبارك وتعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا
من البيان وقرىء فتثبتوا من الثبات فقد يكون مكذوبا عليه إما لعداوة وإما لطمع أو لشهادة أو خطأ أو غلط أو لاشتباه حال وتردد فيبنى الأمر على اليقين لئلا يندم ولا يخجل فإنه إذا كان مستحق القتل فلا يفوته قتله إذ هو في قبضته وإذا قتله ثم بان خطؤه فلا يمكنه احياؤه وليبالغ في تعرف الأمر ولا يعوّل على قول العوام إلا ما شاء الله فقد قال الصاحب بن عباد: كنت أرجع من ديوان الإمارة بأصفهان إلى بيتي فرأيت رجلا والناس يطوفون حوله يقولون يجب أن يقتل فقلت: على ماذا يقتل؟ قالوا لا ندري ذلك ولكن يجب أن يقتل فتعجبت كل العجب منهم، والله أعلم بالصواب وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
اختلف الناس في خير ما يقتنيه السلطان فمن قائل كنوز الذهب والفضة، فقيل إن في ذلك الصيانة للعرض وقضاء الحقوق وصلة الرحم ومعونة على المعيشة غير أنهما حجران إن أمسكا بطل نفعهما. وقال آخر الضياع، فقيل صولة العدو غير مأمونة وأصحابها رهائن بها لا يستطيعون