فما سبب الطاعة، قال التودد إلى الخاصة والعامة. وفي الخبر ما من يوم يصبح فيه الوالي إلا تقوم الملائكة على يمينه والشياطين على يساره فتقول الملائكة اعدل اقض بالحق حتى تنجو من النار وتدخل الجنة بسلام، إن عدلت نجوت وإن جرت هلكت، وتقول الشياطين لا تبع النقد بالنسيئة واغتنم عاجلة السرور واقض شهوة الدنيا، فإن أخذ بقول الملائكة فقد نجا وإن أخذ بقول الشياطين فقد هلك، وفي رواية إن عدل يظهر الرخص والبركة في ولايته وعمره وإن جار يظهر القحط والغلاء في ولايته، وقد قال بعض العلماء إنما يستحق السلطان السلطنة إذا عدل، فأما إذا جار فهو متغلب جبار. قال زياد: الإمارة في ثلاث خصال شدة في غير إمساك ولين في غير اهمال والسخاء والعدل يوجب البركة والجور يمحق العمر. قال موسى صلوات الله عليه: يا رب أمهلت فرعون حتى ادعى الالهية. قال يا موسى إنه كان يعمر بلادي ويؤمن عبادي فقد أخبر سبحانه وتعالى أنه طول عمر فرعون لأجل عدله واعلم أنه لا سلطان إلا برجال ولا رجال إلا بمال ولا مال إلا بعمارة ولا عمارة إلا بالعدل وحسن السياسة. وفي وصايا الإسكندر: املك الرعية بالإحسان إليها تظفر بالمحبة منها واعلم أن الرعية إذا قدرت أن تقول قدرت أن تفعل فاجهد أن لا تقول تسلم من أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015