وملبس ومسكن ولا يتأتى المطعم والمسكن إلا بالصناعات إذ الصناعات وسائل إلى الحاجات فقيل أهم الصناعات ثلاثة الحراثة والنساجة والتجارة ثم تفرعت من هذه الثلاثة عدة أشياء كحداد وغزال وحلاج واسكاف فاختلفت مقاصدهم وأغراضهم وامتدت أطماعهم إلى ما في أيدي الناس ولم يرضوا بالعدل والإنصاف فلأنفسهم كانوا ينظرون فإذا أخذوا يستوفون وإذا أعطوا يخسرون وينتصفون ولا ينصفون لأنه مطبوع على الشح والجبن والحرص والكبر، فاحتاجوا إلى واحد يدفع الظالم عن المظلوم والقوي عن الضعيف فقيل لا بد من سلطان في كل زمان ليعمل بالعدل والإحسان وينهى عن البغي والعدوان إذ العدل ميزان الله تعالى وضعه للإنسان. فقال تعالى وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ

فإذا عرفت أنه لا بد من سلطان ورئيس وأعوان فلا بد من العلماء لتقرير الحجج والبيان وقمع المبتدعة والباطنة أهل الزيغ والطغيان إذ السلطان لا يعرف مقادير الحقوق فلهم أيد باطشة ولا بد من بصيرة نافذة فاحتاجوا إلى العلماء ضرورة. فقيل العلم والسيف توأمان والملك والدين اخوان فهل من سامع لهذا الغريب والترتيب العجيب؟ فقيل الله الفرد الجواد الواحد ونظام العالم بالإزدواج ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015