ان العالم من العرش إلى الثرى مرآة مجلوة للناظرين ...
وذوات العالم تنادي أنفسها وذواتها، شهد شهادة لا شك فيها بأن الله تعالى ليس له شريك، أشهد، لو نظر واستبصر أهل التلحيد، لوصلوا إلى حقيقة التوحيد، فيا عجبا كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد وفي كل شيء له آية: تدل على أنه واحد.
بهذا الأسلوب الهاديء، السهل الممتنع، وبهذا القلم المتميز بالرصانة والاتزان، سارت جميع أبواب الكتاب وفصوله، فغدا تحفة فريدة لراغبي العلم والمعرفة في كل الفنون، وصار رفيقا طيبا للمتزودين من العلم، خصوصا إذا كان هذا العلم يحض على التقوى، (وخير الزاد التقوى) .
لكل هذه الأسباب أقدمنا على طباعة هذه التحفة النادرة، لتكون هدية من ادارة الشؤون الدينية بدولة قطر إلى جميع الناطقين بالضاد ليروا ماذا كان أسلافهم يكتبون، وكيف كانوا يقدمون العلم لطالبيه، وهيئة هذا العلم الذي أسس لهم حضارة سجلها التاريخ بمداد من ذهب..
فهل لنا أن نعتبر؟؟
وهل آن الأوان لنا لكي ننهل من هذا النبع الصافي؟؟