حلال فحسابه أشد وان اغتر بكثرة التمتع والشهوات فالخنزير والبهائم أكثر تمتعا منه فأي فضيلة له؟ وأنه مطالب بحقوق الله تعالى وحقوق الرعية وحق الفقراء وحق المماليك وحق البلاد فان ظلم في هذا فمعذب في القبر بمنكر ونكير ويجعل ماله حية مطوقة في عنقه ويعذب كل يوم بأنواع العذاب ويسمع في قبره الصياح فهذه تجارة رابحة وصفقة معجبة من يرغب فيها.

(الباب السادس في غرور الوزراء والرؤساء ويتبعه علاجه)

ترى الواحد منهم يحرق الناس، يظلم هذا ويغصب مال هذا ويضع الدرهم على الدرهم والدينار على الدينار وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا يتفاخرون بكثرة الدنانير والضياع وتنفيذ الامر وسلامة الوقت دون العواقب البتة، وآخر يقول أجمعها لنوائب الدهر، وآخر يقول أورثها وارثي، وآخر يقول لروعة السلطان وآخر يقول أنتفع بها في آخر العمر دون عليات الشباب والحرص فالماسكون يشقون بجمعها ويأكلها الوارثون عفوا صفوا لهم الهناء وعليهم الوبال فيرضى من الدنيا بأن يقال انه كريم وله بيت قديم وله صيت وحشمة عند الترك والسلطان ويعتقد أن الله سبحانه وتعالى أعطاه المال لمحبته وكرامته ولا يقرأ قوله تعالى فَأَمَّا الْإِنْسانُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015