(الباب الرابع في حكايات البخلاء)

كان رجل بخيل إذا وقع في يده درهم أو دينار نقره بيده ثم وضعه على كفه ويقول سبحان الله هذا أجل الأشياء إلى الله فيه شفاء ووفاء يا نور عيني وثمرة فؤادي كم مدينة دخلتها وكم يد وقعت فيها فلم يعرفوا قدرك فداك أبي وأمي الآن استقرت بك الدار واطمأن بك المزار ونجوت من خطر الأسفار وأيدي التجار لك البشارة في كيس ملمع وصندوق منقش، وكان يقبله ويضعه في الصندوق (حكاية) اجتمع ثلاثة من البخلاء فقالوا تعالوا ننظر أينا أبخل فقال أحدهم أنا أبخلكم لأني أبخل بمالي على الناس، قال الآخر بل أنا أبخل لأني أبخل بمال الناس على الناس، وقال الثالث أنا أبخل لأني أبخل بمال الناس على نفسي فأجمعوا على أنه أبخل.

(حكاية) شيخ بخيل غلب عليه الدم فأراد أن يحتجم فضاق قلبه في إعطاء دانق فكل يوم يأتي الحجام ويرى الناس يفتصدون ويتحسر فرأى يوما على ظهر رجل قارورتين، فقال بكم تصنع هذه قال بدانق ونصف فأخرج يده وقال اضرب واحدا على هذا الحساب إما باسليقا وإما فيلاقا لا أقل من واحد ولا أكثر فعلم أنه بخيل فقطع عرقه فانتفخت يده ومات فصار مثلا (ما منع من الحجام أعطى الطبيب)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015