القيامة يا رعاة السوء أكلتم السمين وضيعتم الهزيل اليوم أنتقم منكم. وقال: من ولي من أمر الناس شيئا فاحتجب عن أولى الضعف والحاجة احتجب الله عنه يوم القيامة. اعلم أن حق الرعية أن يكف السلطان عنهم الظلم من خاص نفسه ومن عماله ويؤمن السبل وينصف المظلوم ويعين ذا الحاجة ولا يحتجب عنهم ولا يول عليهم من أبغضوه فيبغضونه ببغضهم إياه ويستن فيهم بالسنة المحمدية ويسير فيهم بالسيرة العمرية، وتمام الشفقة أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فعلى الوالي والوزير والرئيس وظائف لا بد من قضائها ممن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، ومن أعطى النفس هواها وأرداها في مهواها فتلك شقوة بلغت مداها فالمسكين هالك من أصحاب مالك، فالظالم يخرب بيته ولا يشعر ويجني على أولاده ولا يعلم ويضرب على قدميه ولا يحس فدع ذكر اللئام من الحساب فأول الوظيفة أن ينزل نفسه منزل الرعية وكل ما يحب لنفسه يحب لهم وكل ما يكره لنفسه يكره لهم فإن كان بخلاف ذلك فهو خائن والخائن جائر (والثانية) أن ينتظر مجيء أرباب الحاجات ولا يستخف بهم فإن قضاء حاجة المسلم خير من سبعين حجة مبرورة وسبعمائة ركعة نافلة (والثالثة) أن لا يتعود الإنهماك في الشهوات فإن عاقبتها حسرات وندامة والندامة على فقد الطاعات من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015