علم الآدمي مدة حياته وكمية عمره لتنغص عيشه فلو عرف مقداره وكان قصيرا لم يهنأ بعيش مع ترقب الموت بل كان بمنزلة من قد فني ماله وأشرف على الهلاك ولو كان طويل العمر وثق بالعمر فانهمك في اللذات على أنه يبلغ شهوته ثم يتوب وهذا مذهب لا يرضاه الله تعالى من العباد ثم تأمل آخرا في الأشياء المعدة في العالم فالتراب للبناء والحديد للصناعات والخشب للسفن والنحاس للأواني والذهب والفضة للمعاملة والجوهر للذخر والحبوب للغذاء والثمار للتفكه واللحوم للمأكل والطيب للتلذذ والأدوية للتصحح والدواب للحمولة والحطب للوقود والحشيش للدواب والمسك والعنبر للشم فلم يقدر المحصي أن يحصي هذا الجنس ولو صنفنا كتابا في هذا الجنس لما استقصينا أفراده والله تعالى أعلم.
اعلم أن الملاحدة لعنهم الله استغوت عوام المسلمين وضعفاء المؤمنين بهذه المسألة فقالوا كيف تعرفون الله وهو لا داخل العالم ولا خارجه وقد قال الله تعالى وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ
فلا يمكن معرفة الله من جهة العقل وإنما تمكن من جهة المعصوم كما هو مذهبنا. نقول من قال إن معرفة الله