شهر فرسخ وكل يوم ميل وكل نفس خطوة وهن يمرون على الدوام والناس مسافرون فمن مسافر في المنزلة وآخر بقي له فرسخ وآخر بقي له ميل وآخر خطوة في دار الغرور. (مثال آخر) وكمن أكل طعاما شهيا وأسرف في أكله حتى أتخمه وأفسد معدته ثم جلس خذلان نادما يوبخ نفسه فيما فعل ويقول ذهبت اللذة وبقيت التبعة بذلك فكل طعام يكون أطيب وأشهى، فتفله يكون أنتن وأفضح فكل من كانت لذته في الدنيا أكثر وماله أوفر وعيشه أهنأ فحسرته أعظم ممن دون ذلك، وكل من كانت ضياعة وأملاكه وخدمه وحشمه ودرهمه وديناره أكثر تكون له الغمرات أعظم.

(مثال آخر) مثل أبناء الدنيا كقوم نزلوا دار قوم ضيافة فرأوا دارا مزخرفة وأواني موضوعة وفرشا مبثوثة فمن كان عاقلا يكون همه الانصراف عاجلا ومن كان أحمق يستطيب المكان ويلزم الموضع لا يبرح منه وينسى أنه مدعو وانه ضيف، والضيف مرتحل فكل من طمع في مال المضيف يكون مغموما أبدا وكل من يتبلغ ويخرج يكون مريحا مستريحا فكذلك صاحب الدنيا أمر بالتزود فإذا طمع في الخلود والمقام فقد طمع في غير مطمع والطمع يهدي الى طبع أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ

. (مثال آخر) الدنيا كمثل قوم نزلوا في سفينة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015