كي لا يزدري نعمة الله عليه.

(الباب الثالث عشر في علاج الجاه والحشمة)

أعلم أن حقيقة الجاه ملك القلوب، وصاحب الجاه هو الذي تكون قلوب الناس مسخرة له وإذا ملك أزمة القلوب، فالمال تبع لذلك ولا تصير القلوب مسخرة له إلا بخصلة من الخصال المحمودة إما العلم أو العبادات أو الشجاعة أو خلق حسن فتنطاع له الألسنة بالمدح والثناء والابدان بالطاعة والخدمة حتى يبذل ماله في هوى من يحبه، والفرق بين ملك المال وملك الجاه ان معنى المال ملك الاعيان ومعنى الجاه ملك القلوب أما علاج الجاه فصعب شديد لانها مشربة بالنفاق والرياء والكذب والتلبيس والعداوة والحسد وعلاج هذا المرض فريضة وينقسم الى علمي وعملي: أما العلمي فان يتأمل في آفة الجاه في الدين والدنيا فان صاحب الجاه يصبح في غم ويمسي في هم لانه يلزمه مراعات القلوب، ورضا الناس غاية لا تدرك ويقصده الحساد والأعداء، فيكون أبدا في التعب والعذاب في دفع ذلك إذ لا يكون آمنا من مكر الله تعالى ولان الجاه يتعلق بالقلوب وهي كاسمها تتقلب كثيرا كالموج في البحر وأخسس بعز ودولة يكون بناؤه على قلوب جماعة من المرائين وحالة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015