مؤمل يوم لا يستكمله، وكم من مخترم في عنفوان شبابه وكم من حسرة تحت التراب فالآدمي خطاء وسنان لا يذكر الموت البتة فإن كان شابا يقول أهييء أمر المعاد في الكبر، وإن كان شيخا فيقول الأيام بين يدي. (علاج ذلك) أن يقول:

الموت ليس بيدي فكيف أعتمد على الحياة فربنا تعالى قضى والموت لا يتأخر بكراهيتي ولا يقف بارادتي فكيف أسوف نفسي بالتوبة ويقول لذة الدنيا تنقطع بالموت لا محالة، وهي أيام معدودات وأتجر في أيام غير معدودات وأبيع الذهب بالخزف ولذة الدنيا مكدرة ولذات الآخرة صافية مخلدة ومن باع الآخرة بالدنيا فيكون مثاله مثال من يكون درهم واحد أحب إليه في المنام من دينار في اليقظة والدنيا أضغاث أحلام. (علاج آخر) يقول هبني جمعت الدنيا من كيت وكيت، أليس عند الموت يؤخذ الكل منى وأسأل عن الكل فأي مسكين أحوج مني، أجمع الدنيا للاولاد وأبوء بحسابها وسخط ربي تلك إذا قسمة ضيزى ذلك هو الخسران المبين أجمع الدنيا للوارث فيكون له مناه وعليّ وباله هذا هو الضلال المبين. (علاج آخر) ان من كان دنياه أكثر فنزعه وحسرته لدى الموت أشد ومن كان دنياه أخف فأمره أسهل وصاحب الدرهمين أشد، حسابا من صاحب الدرهم ويتذكر قوله حلالها حساب وحرامها عقاب، ومن ترك درهما فقد ترك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015