وجهه مع الفقير لئلا يبطل أجره. (السادس) لا يمن على الفقير. واعلم ان أصل المنة جهل وهو صفة القلب، يظن انه يحسن مع الفقير طول السنة ويسلم عليه ويذكر له ذلك. ومن أنصف وانتصف يعلم أن المنّة عليه للفقير وقد أحسن إليه بقبول صدقته ونجاه من النار من رذيلة البخل الذي هو صفة أهل النار وطهره من الذنوب. فالفقير بمنزلة القصار غسل بدنه من الدنس والخبث، فلو كان الفقير حجاما وفصده لقبل منته في إخراج الدم المهلك. فكذا البخيل تكون المنة له عليه وأيضا فالصدقة تقع في يد الله فيربيها ثم تقع في يد الفقير فيجب أن يقبل منه الفقير فإنه سبب ذلك. (السابع) أن يؤديها من مال حلال طيب عنده فإن الحرام والشبهة لا يصلح التقرب بهما إلى الله تعالى، فان الله طيب لا يقبل الا الطيب وإخراج الأرذل الخبيث دليل على أنه صاحب كراهية غير راض به وكل صدقة لا تعطى بطيب نفس فهو دليل أنها غير مقبولة.
وهما اثنان: (الاول) أن يحفظ جميع جوارحه عن المعاصي ولا يقتصر على البطن والفرج، فيحفظ عينه عما يشغله عن الله تعالى، ولسانه عن اللغو والغيبة والكذب، وأذنه