الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (الحج/ 78) والوالي في قوله سبحانه: وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ (الرعد/ 11) معناه الوليّ، وقوله تعالى: فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (مريم/ 5) أي ابنا يكون من أوليائك (?)
وقال ابن منظور: والولاية على الإيمان واجبة، والمؤمنون بعضهم أولياء بعض، والمولى: الحليف وهو من انضمّ إليك فعزّ بعزّك وامتنع بمنعتك.
والمولى: المعتق انتسب بنسبك، ولهذا قيل للمعتقين الموالي (?).
الكفّار: جمع كافر، وهو في الأصل اسم فاعل من قولهم كفر بالله يكفر إذا لم يكن به مؤمنا، يقول ابن قتيبة: الكفر في اللّغة من قولك: كفرت الشّيء إذا غطّيته، يقال: اللّيل كافر لأنّه يستر بظلمته كلّ شاء، ومن هذا المعنى أيضا قوله تعالى: كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ (الحديد/ 20) يريد بالكفّار الزّرّاع، سمّاهم كفّارا لأنّهم إذا ألقوا البذر في الأرض كفروه أى: غطّوه وستروه. فكأنّ الكافر بالله ساتر للحقّ ولنعم الله عزّ وجلّ (?).
وقال الفرّاء في قوله تعالى: إِنَّما يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ (الممتحنة/ 9) أي تنصروهم، يعني أهل مكّة، جعل التّولّي هنا بمعنى النّصر من الوليّ وهو النّاصر، وروي أنّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: من تولّاني فليتولّ عليّا (?)،معناه من نصرني فلينصره، والموالاة (في كلام العرب) على وجوه:
الأوّل: أن يتشاجر اثنان فيدخل ثالث بينهما للصّلح، ويكون له في أحدهما هوى فيواليه أو يحابيه.
الثّاني: الموالاة: المحبّة، يقال: والى فلان فلانا إذا أحبّه.