ونحن في هذه الأيام - ومع الأزمة الأخيرة - نشهد نوعاً من هذا التدخل الغربي النصراني في أحوال المسلمين وتشريعاتهم وذلك بفرض السياسات والتدخل في المناهج وصياغة العقول المسلمة كما يريدون إنها حملةٌ شرسةٌ على الحضارة الإسلامية والفكر الإسلامي، والثقافة الإسلامية، لم يستطع الغربُ إخفاء معالمها وخطواتها، في ظل دعايته وإعلانه الحرب على الإرهاب، لقد انكشف الغطاءُ، وزال اللبسُ عند عددٍ من المنُخدعين بسياسةِ الغرب والضانين بنْزاهته؟
وما الحملات والمخططات للعالم الإسلامي - من قِبل الغرب - إلا برهانٌ لتوجههم لسياسة (صراع الحضارات) - وفي مقدمتها والمقصود الأولُ منها حضارةُ الإسلام- وكان للملكة نصيبٌ وافرٌ من هذه الحملة الظالمة، ويبدوا أنها إرهاصٌ لفرض سياسات والتدخل في الخصوصيات - في العالم الإسلامي بشكل عام -
إن المناهج - على سبيل المثال - خصوصيةٌ وهي تعبيرٌ عن ثقافة الأمة، ومقومات الدولة - لا يسوغ - بحال- أن تتدخل فيها الأمم الأخرى، وإذا كان الغربُ لا يسمح للمسلمين أن يتدخلوا في مناهجه التعليمية، حتى وإن كان فيها من العَوَر والقصور - ما فيها- في نظر المسلمين، فكذلك المسلمون لا يسمحون للأجنبي أن يتدخل في مناهجهم - بل ولا في سياساتهم الأخرى الإعلامية، والاقتصادية، والاجتماعية ... ونحوها.
ولو كان الغربُ جاداً في الإصلاح لبدأ بإصلاح مناهجه ومدارسه، تلك التي تشهدُ من الجرائم وتخريج المنحرفين والشاذين ما يدعوا للإصلاح، ولغة الأرقام، وعناوين المقالات يشهد على عدد من هذه الجرائم والممارسات اللاأخلاقية في مدارس الغرب مما لا يوجد مِثلُه ولا قريبٌ منه في مدارس المسلمين، هذا فضلاً عن ما في إعلامهم وتعليمهم من إساءة للإسلام وتشويه صورة المسلمين، دون حقٍ أو عدل، ومن زاوية أخرى فهل يستطيع الغربُ أن يدعوا للتغيير في المناهج والبُنى الثقافية والإعلامية في الصين واليابان مثلاً أو في الهند، أو في فيتنام أو نحوها من الأمم والثقافات الأخرى؟
ومن زاوية ثالثة وإذا وُجد في العالم الإسلامي مدارسُ ومعاهدُ دينية أو كليات وجامعات لتعليم الدين الحق في مصر أو السعودية أو الباكستان أو غيرها من الدول العربية