وفي نهاية المقال قال: وهكذا دخلت (نظريةُ) الولاء والبراء من عدة بوابات في الإعلامِ وفي التعليم وفي الكتب ... الخ وأصبحت تُعرف بأنها إحدى ركائز دراسةِ العقيدة، وواضحٌ أنها أضيفت بتعسفٍ إلى ركائز العقيدة السليمة".

إن هذا الكلام من السقوط والضحالة والجهل بحيثُ لا يحتاج معه إلى وقفة ولا تعليق وفيما مضى من الأدلة الشرعية وكلام أهل العلم ما يكشفُ بطلانه، ولكنك تستغربُ كيف تصلُ الضحالة الفكرية ببعض الكتاب إلى هذا الحد ... وتستغرب كيف يُسمح بنشر هذا التهجم الصريح أو الملفوف على نصوص الكتاب والسنة وسيرة محمد - صلى الله عليه وسلم - وهديه وهدي أصحابه وتراث الأمة كلِّها في بلاد أكرمها الله بالحرمين، ومنها انطلقت وشعَّ نورُ الإسلام معلناً الولاء للمؤمنين والبراءة من المشركين.

تُرى أيجهل الكاتبُ أن من بلده الذي كتب فيه شعَّ نورُ الإسلام وأعلن محمد - صلى الله عليه وسلم - بأمر ربه ولاءه للمؤمنين وبراءته للمشركين حتى وإن كانوا أولي عهد، في قرآن تُلى ويُتلى إلى يوم القيامة: ((بَرَاءةٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلى الذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ المُشْرِكِينَ)) (سورة التوبة:1).

وفي الآية الأخرى: ((وَأَذَانٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلى النَّاسِ يَوْمَ الحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِّنَ المُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ)) (سورة التوبة:3).

وفي صحيح البخاري ومسلم وغيرهما من مدونات السنة وكتب أهل العلم ما يكشف ويفسر ويوضح ويرشدُ إلى مزيد من آيات وأحاديث البراءة من المشركين، فهل هذه وتلك نَبتت وأعُلنت من قبل الخوارج؟ وهل هذا فكرُ المتطرفين أم وحيُ رب العالمين؟! إنه الجهل والرميُ والبهتان، وويل للفضيلة من الرذيلة، وللحق من الباطل، إذا تكلم المرءُ بما لا يُحسن، وتطاول المتطاولون ولنا أملٌ في أن يوقف الكاتبُ عند حدِّه وتُساؤل الصحيفة كيف سمحت بمثل هذه الكتابات المفترية على الله الكذب والله يقول: ((وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلسِنَتُكُمُ الكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلى اللهِ الكَذِبَ إِنَّ الذِينَ يَفْتَرُونَ عَلى اللهِ الكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) (سورة النحل:116،117).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015