بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإنَّ الإيمان عصمة ومنعة وقوة، والمؤمنون أجدر الناس بأن يتحصنوا بحصن الاعتزاز بإيمانهم، والاعتماد على ربهم، والبعد عن ذوبان الشخصية، والاختلاط بالمنافقين والانهزاميين لأن في ذلك تضييعا لوجودهم واهتزازا لكيانهم، وصهرا لقيمهم وعقائدهم وأخلاقهم.
وجاءت التحذيرات القرآنية الكثيرة من موالاة المنافقين والكافرين ومناصرتهم من أجل الحفاظ على كرامة المؤمنين وتوفير العزة والقوة لهم (?)،قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا} [النساء:144]
أي لا تتخذوهم نصراء وأعوانا تصادقونهم وتصاحبونهم، وتصافونهم، وتسرون إليهم بالمودة، وتفشون إليهم بأسراركم وأموركم الذاتية، تبغون من ذلك الاعتزاز بهم، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين، وهذا ليس من أخلاق المؤمنين، وإنما هو من أخلاق المنافقين. (?)
وقد تكلم العلماء قديما وحديثاً عن الولاء والبراء، الذي هو جزء من عقيدة المسلم ..
وفي هذا الكتاب جمعت ما يتعلق بهذا الموضوع الجلل مما ورد في القرآن والسنة
وقد قسمته للمباحث التالية:
المبحث الأول = تعريف الموالاة لغة واصطلاحا
المبحث الثاني = وجوب موالاة الله ورسوله والمؤمنين