والإضرار بالإسلام وأهله عامة إذ تجب العقوبة حداً وتعزيرًا في هذه الحالة على المفسد المسيء لاستخدام الحرية.
7 - تحري الحق والعدل:
وترك المحاباة والمجاملة التي تعلي الباطل وتزهق الحق، هذه الحرية الحقة المقننة بكل دقة لها ثمراتها على الفرد والمجتمع إذ هي تنشر الثقة بين أفراد الأمة، وتؤدي إلى نمو الإخاء والحب والاحترام بين الأفراد والشعوب، كما تؤدي إلى قوة بناء الأمة وتماسكها وتضامنها فلا يطمع فيها عدوها وتجعل من أمة الإسلام هي الأمة الداعية إلى الخير والسلام في العالم أجمع.
ج-حرية التعلم:
طلب العلم والمعرفة حق كفله الإسلام للفرد، ومنحه حرية السعي في تحصيله، ولم يقيد شيئاً منه، مما تعلقت به مصلحة المسلمين ديناً ودنياً، بل انتدبهم لتحصيل ذلك كله، وسلوك السبيل الموصل إليه، أما ما كان من العلوم بحيث لا يترتب على تحصيله مصلحة، وإنما تتحقق به مضرة ومفسدة، فهذا منهي عنه، ومحرم على المسلم طلبه، مثل علم السحر والكهانة، ونحو ذلك.
ولأهمية العلم والمعرفة في الحياة، نزلت آيات القرآن الأولى تأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقراءة قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ {3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ {5} (العلق).
والقراءة هي مفتاح العلم، ولذلك لما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، ونصب عليه الكفار الحرب، وانتصر المسلمون وأسروا مَن أسروا مِن المشركين، جعل فداء كل أسير من أسراهم، تعليم القراءة والكتابة لعشرة من صبيان المدينة، (?)
وقد حذر من كتم العلم، قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ} [الْبَقَرَة:159] الآيَةَ.