زد على ذلك؛ أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نص على كمال بعض النساء، فعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ» (?)
؛فأشار إلى كمالهن، ومن المعلوم أن كمالهن لا يعني أن الواحدة منهن لم تكن تحيض ـ مثلاً ـ لكن لها كمال ووفور في عقلها وفي شخصيتها وفي نظرها وفي سداد رأيها، وفي غير ذلك، فالنقص المثبت ليس نقصاً من كل وجه، بل نقص بمعيار خاص.
وكما أن المساواة أو العدالة؛ نظام شرعي، فهي نظام قدري؛ فإننا نجد في أصل الحياة والوجود أن العمر الذي يعيشه الإنسان، مرتبط بالكثرة العددية للبشر؛ فيومَ كان الناس قليلاً عديدهم، كانوا يعيشون سنين طويلة ألف سنة وأكثر من ذلك، ولما زادت نسبة وجود البشر على ظهر الأرض قلت أعمارهم، وهذا يرجع إلى حكمة إلهية ربانية في التوازن، ولو ظل الناس أحياء كلهم على هذا لحالوا دون مجيء الأجيال الجديدة، فالذي يموت إنما يدع الفرصة للأجيال التي تأتي بعده , يموت قوم ليخلفهم آخرون. (?)
يفرون إلى الإسلام: