المبحث الثالث عشر
حرية الرأي بين الإطلاق والتقييد
من أخطر أنواع الغزو الإخضاع للفكر بتمرير مصطلحات على أنها حق لا يقبل الجدال، وهو ما وقع فيما يسمى حرية الرأي؛ إذ استسلم لها المفكرون المسلمون، واجتهدوا في استخراج ما يسندها من النصوص الشرعية على أنها حق لا يقبل الجدال، وهذه الدراسة المختصرة تلقي الضوء على هذه الإشكالية برأي جديد يخالف السائد.
معنى الرأي:
الرأي: هو النظر بالقلب (?) ويطلق على الاعتقاد. (?)
قال الراغب: «والرأي اعتقاد النفس أحد النقيضين عن غلبة الظن". (?)
قال ابن القيم:"مَا يَرَاهُ الْقَلْبُ بَعْدَ فِكْرٍ وَتَأَمُّلٍ وَطَلَبٍ لِمَعْرِفَةِ وَجْهِ الصَّوَابِ مِمَّا تَتَعَارَضُ فِيهِ الْأَمَارَاتُ؛ فَلَا يُقَالُ لِمَنْ رَأَى بِقَلْبِهِ أَمْرًا غَائِبًا عَنْهُ مِمَّا يَحُسُّ بِهِ أَنَّهُ رَأْيُهُ، وَلَا يُقَالُ أَيْضًا لِلْأَمْرِ الْمَعْقُولِ الَّذِي لَا تَخْتَلِفُ فِيهِ الْعُقُولُ وَلَا تَتَعَارَضُ فِيهِ الْأَمَارَاتُ إنَّهُ رَأْيٌ، وَإِنْ احْتَاجَ إلَى فِكْرٍ وَتَأَمُّلٍ كَدَقَائِقِ الْحِسَابِ وَنَحْوِهَا.» (?)
فهذا الرأي الاصطلاحي عند علماء اللغة والشريعة، ومنه رأي محمود (?)،ورأي مذموم (?).
اختلاف الرأي في الإسلام عنه عند الغربيين: