حَتَّى يُظْهِرَهُ اللهُ تَعَالَى أَوْ أَهْلِكَ فِي طَلَبِهِ. ثُمَّ اسْتَعْبَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَبَكَى، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ لَهُ حِينَ رَأَى مَا بَلَغَ الْأَمْرُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: يَا ابْنَ أَخِي! فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: امْضِ عَلَى أَمْرِكَ وَافْعَلْ مَا أحببت، فو الله لَا أُسْلِمُكَ لِشَيْءٍ أَبَدًا» (?)

فالإسلام يرسخ فينا ألا نكون عبيدا لبشر أو لدنيا أو لشهوة أو لمال أو لمتاع أو لجاه، أو لولدن وأن تكون عبوديتنا لله وحده، وفي هذا قمة الحرية والتحرر الذي جاهدت لتحقيقه البشرية عبر كل عصورها.

كما حرم الإسلام كل صور الاعتداء علي الدين والنفس والعقل والعرض والمال، لينعم الناس بحريتهم الحقيقة في تعاملهم مع هذه"الكُليات الخمس".

بل لقد ذهب البعض لاعتبار"الحرية"مقصداً سادساً من مقاصد شرعنا الحنيف بعد تلك المقاصد والكُليات الخمس.

لقد جعل الإسلام دية القتل الخطأ، وكفارة اليمين، إعتاق رقبة، وتحريرها من أسار العبودية والذل. فكما تسبب"القاتل/ الحالف"في حرمان المجتمع من فرد / حق من أبنائه، بالقتل/ الحلف الخطأ، فعليه تعويض المجتمع بإعطاء الحرية لمن كان"ميتاً .. عبداً رقيقاً"،فالرق موت، والحرية حياة.

كما جعل الأبواب مُشرعة للقضاء علي كل صور الرق والعبودية والأسر، فجعل لها مصرفاً من مصارف الزكاة الثمانية.

ولقد ضرب السلف الصالح أروع الأمثال العملية على قيمة الحرية، فاهو الفاروق"عمر بن الخطاب"- رضي الله عنه - يطلقها صريحة، فيسطرها التاريخ بأحرف من نور:"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً".فربما عانى"القبطي"أو غيره من أبناء عشيرته من سياط الرومان، لكنه لما علم أن عدالة الإسلام، وعدل خليفته"عمر"- رضي الله عنه -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015