وإن تقرب إلىَّ شبراً تقربتُ إليه ذراعاً، وإنْ تقرب إلىَّ ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيتُه هرولة".
والحديث يرشد إلى تحسين الظن بالله عز وجل، وهذا لا يكوِن إلا لمن تاب، وندم، وأقلع، وأَتبع السيئة الحسنةَ، واستقبل بقية عمره بوسائل النجاة فمَن فعل ذلك ثم أحسن الظن، فقد أحسن وحلَّ محلَّه، وأما مَنْ أساء وأصر على الكبائر، فوَحْشَةُ المعاصي لا يجامِعها إِحسان الظنِّ بالله تعالى1.
- وقيل: المؤمن: هو المُصَدِّقُ لرسله بإظهار معجزاته عليهم، ومصدِّق الكافرين ما أوعدهم من العقاب2.
أو هو الذي يؤمِّن أولياء من عذابه، ويؤمِّن عبادَه من ظلمه، فيقال: آمنه من الأمان الذي هو ضد الخوف، كما قال تعالى {وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} [قريش آية 4] ، فهو سبحانه المؤمن3.
- وقيل: المؤمن: أمن خلقه من أن يظلمهم- قال الضحاك عن ابن عباس.
أو: أنه صدَّق عباده المؤمنين في إيمانهم به- قاله ابن زيد4.
- وقيل: المؤمن هو المصدق لنفسه ولرسله عليهم السلام فيما بلغوه عنه سبحانه، أو بخلق المعجزة.
أو: هو واهب عباده الأمن من الفزع الأكبر.
أو: هو مؤمنهم منه إِما بخلق الطمأنينة في قلوبهم، أو بإخبارهم بأنهم لا خوفٌ عليهم.
أو: أنه المصدق للمؤمنين أنهم آمنوا- قاله ثعلب.
أو: أنه المصدق للمؤمنين في شهادتهم على الناس يوم القيامة5.