أشد التهديد. وأخذ هذا الدفاع العنيد صورا شتى، في أولها إيذاء القلة المؤمنة التي استجابت للدعوة الجديدة، ومحاولة فتنتها عن عقيدتها بالتعذيب والتهديد. ثم تشويه هذه العقيدة وإثارة الغبار حولها وحول نبيها - صلى الله عليه وسلم - بشتى التهم والأساليب. كي لا ينضم إليها مؤمنون جدد. فمنع الناس عن الانضمام إلى راية العقيدة قد يكون أيسر من فتنة الذين عرفوا حقيقتها وذاقوها!
وفي الوقت ذاته راحوا يحاولون مع صاحب الدعوة - صلى الله عليه وسلم - طرقا شتى من الإغراء - إلى جانب التهديد والإيذاء - ليلتقي بهم في منتصف الطريق ويكف عن الحملة الساحقة على معتقداتهم وأوضاعهم وتقاليدهم ويصالحهم ويصالحونه على شيء يرتضيه ويرتضونه! كما تعود الناس أن يلتقوا في منتصف الطريق عند الاختلاف على المصالح والمغانم وشؤون هذه الأرض المعهودة.
وهذه الوسائل ذاتها أو ما يشبهها هي التي يواجهها صاحب الدعوة إلى اللّه في كل أرض وفي كل جيل! والنبي - صلى الله عليه وسلم - ولو أنه رسول، حفظه اللّه من الفتنة، وعصمه من الناس .. إلا أنه بشر يواجه الواقع الثقيل في قلة من المؤمنين وضعف. واللّه يعلم منه هذا، فلا يدعه وحده، ولا يدعه لمواجهة الواقع الثقيل بلا عون ومدد وتوجيه إلى معالم الطريق. (?).