فلا شكّ أن النابغة أراد بالتّين جبلاً في الشمال، ولعله هو الجودي أو قريب منه.

وكما أخطأ الدينوري في بيت النابغة، فكذلك أخطأ صاحب معجم البلدان في بيت أبي صَعْتَرَةَ، فقال: إنه أراد بالجودي موضعاً في اليمن (?)، فظنّ أن الشاعر لا يذكر إلاّ بلاده. وقد مرّ آنفاً أنّ ذلك ظنّ باطل (?). ولم يُثبت أحد أن الجوديّ جبل في اليمن (?). وإنما الجودي هو الذي ذكرنا.

ويؤيد ذلك ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما في تأويل هذه الآية (?)، فقال: إنّ المراد به مسجد نوح عليه السلام الذي بني على الجودي (?). وعن عكرمة (?): التين والزيتون جبلان (?). وعلى هذا يتبيّن أن التين هو الجودي أو قريب منه (?).

وفي التوراة أن بني آدم تفرقوا بعد نوح عليه السلام (?). والقرآن يدلّ على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015